إنّ حُسْن استعمال الإنسان للكلمة لا بدّ أن تترك أثرها الإيجابي على نفوس الآخرين. ومن هنا، كان التوجيه القرآني للاستعمال الإيجابي للكلمة في ترسيخ
روح الأخوّة والتعاون والتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع. ومن أبرز صور الاستعمال الإيجابي للكلمة، جاء في القرآن الكريم:
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الزخرف : 89]
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان : 63]
{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر : 10]
{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة : 83]
{ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} [النساء : 63]
{ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} [الأحزاب : 70]
بهذا تتضح الأهداف القرآنية الكبرى للكلمة والتي تظهر في نشر الإصلاح والمعروف والسلام والإحسان بين الناس، لأنّ للكلمة الطيبة مفعولاً إيجابياً
وتأثيراً جيداً في نفس مَنْ تتوجّه إليه هذه الكلمة. فلهذه الكلمة قدرة في انبعاث العاطفة التي تبني تواصلاً انسانياً حميمياً بين مجموع أفراد الامة، ولها
قدرة ٌ أيضاً في إبراز قدرتها القيادية في البناء السلوكي والاجتماعي والإنمائي للإنسان.