بين الحين والآخر تقام مؤتمر هنا وندوة هناك وربما إحتفالية هنا مهرجان هناك حول المرأة العراقية والتي تخصص لها الملايين، ناهيك عن الدورات وورش العمل التي تهدف للنهوض بواقعها زعماً،بينما لازالت المرأة في العراق تعاني ومنذ عشر سنوات مضت دون أن تهتم بها الحكومة أو المسؤولين فيها،لذا نتساءل: اين هي المرأة العراقية من كل تلك المؤتمرات والندوات وورش العمل؟ ومن ياترى تتحدث باسمها وتمثلها خير تمثيل؟وماذا كسبت من كل المناسبات؟المرأة العراقية اليوم أصبحت تعاني الأمرين مرارة إهمالها من قبل الحكومة وكذلك مرارة أوضاعها المعاشية وسوء المعاملة التي تتلقاها من المجتمع ومن أقرب المقربين لها،بدليل تزايد إرقام النساء والفتيات المنتحرات في بعض مناطق العراق،فبدلا من منحها الحقوق والحرية التي كانت تحلم بها بعد سقوط النظام في التاسع من نيسان 2003 اصبحت مهددة بما يسمى بغسل العار والأختطاف والفرض الحجاب، ولعل هذه الأسباب وتضاف إليها فرض اللباس الأسلامي عليها والدعوات لفصلها عن الجنس الاخر في المدارسو الجامعات والعنف العائلي جعلتها ملازمة للبيت بسبب كثرة الاهانات لها في البيت والشارع ومكان عملها،هذه صور واقع المرأة في العراق، بينما العالم يسعى لضمان حقوقها والأرتقاء بنشاطاتها، فكم نحن مختلفين عن العالم من حولنا، وكأن ليس للمرأة حقوق أو أنها لا تساوي ولا تعني شيئاً،وهذايتنافى مع من يردد أن المرأة نصف المجتمع،رغم أننا لا نعتبر المرأة نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله كونها هي التي تضع اللبنة الأولى لأي مجتمع،فرغم محاولاتنا كنساء للعمل إلى جانب الرجل في بناءوتقدم العراق إلا أننا نجد أنفسنا عاجزات أمام التهديدات التي تطالنا من هذه الجهة أو تلك، والتي تريد أن تسجننا بين جدران المنازل،لكي لا نبارحها، مما يفقد المجتمع مساهمة شريحة كبيرة ومهمة في الرقي والتقدم والتطور،فالكثيرمن المؤتمرات والندوات وورش العمل التي أقيمت هنا وهناك وحضرها مسؤولون كبار ونساء قياديات لم تجد حلولا ولم تعالج المشاكل التي تعاني منها المرأة العراقية، وكأن تلك المؤتمرات والندوات والمهرجانات أقيمت لتهدر مخصصاتها هنا وهناك،دون أن تعود بالنفع للمرأة ذاتها،هنا يبرز السؤال الذي يشغل بال الجميع، هل عمل المرأة خارج منزلها يعد مخالفة لتعاقب وتحارب عليها،وهل هي خلقت لتكون أسرة المنزل لتحرم من التعليم ومن ممارسة حقوقها وتساهم إلى جانب الرجل في المجالات كافة؟ اليوم يفترض بالحكومة والمسؤولين والأوساط الشعبية والسياسية أن تعمل جميعا من أجل إنتشال المرأة من واقعها المرير وأن تمنح مساحة لتعبر عن كيانها وتطالب بحقوقها كاي فرد في المجتمع.