حينما حملتُ القلم وكتبتُ أول مرة بيدي اليمنى
لم تكن سوى خربشات مثيرة للضحك !
وحينما أحمل القلم لأكتب آخر مرة بيدي اليسرى
ستكون أيضاً شطحات ليس لها معنى !
قابلتُ الكثير من البشر
منهم من جاؤوني بمحض الصدفة
ومنهم من جاؤوا بمواعيد مسبقة تم التحضير لها قبل حدوثها
الصنف الأول كانوا يثيرون بي غريزة (المفاجأة)
أما الصنف الثاني فيهيجون بي غريزة (الإنتظار)
وما بين المفاجأة والانتظار نجد الكثير من العوامل المشتركة
والمتناقضة في نفس الوقت،
فالمفاجأة تترك لصاحبها المدى الواسع ليتأمل ويسافر بفكره بعيداً ويكتشف كواكب جديدة،
أما الانتظار يهذبنا على الصبر اكثر ويلهمنا بشارات من السماء لم تكن أحلامنا تطمح اليها يوماً.
أما انتِ يا سيدتي الفاضلة فقد جمعتِ العنصرين معاً!
فكنتِ من الناس الذين قابلتهم صدفة ومن الناس الذين انتظرتهم طويلاً !
فلا شكّ أنكِ فاجأتني وألهمتني بشارات جديدة من السماء
كي تغفو عليها أحلامي الحزينة فتزيل عن جبينها بعض القلق الذي
أقضّ مضجعها وأرّق نومها ولم يتركها تهنأ برؤية ذاتها ليلة واحدة..
أنتِ من الأشخاص الذين يجب أن يراجع القلم كل اللغات
كي يكتب لهم ويجب أن تتأكد الزهور من شذاها قبل أن تأتيكِ !
لهذا أكتب لكِ الآن بعضاً من السطور الركيكة الضعيفة المهزوزة في حالة شبه غياب عن الوعي
لتكون آخر إفادة لي في محكمة الكتابة والموت معاً ..
فما بين الكتابة والموت توافق رهيب.
سأذهب بسلام ..
واذهبي بسلام وعندما تعودين ستجدينني بانتظاركِ، فاجئيني بكِ، فلا أريد أن أبني موعداً معك
ألم أقل لك منذ البداية أنكِ أنثى الصدفة الكبرى، والمواعيد لا تليق بالعظماء أمثالكِ .
قد أخطأوا حينما قالوا أن الجبال لا تلتقي أبداً،
بل يحدث ذلك في الزلازل والكوارث الطبيعية والكثير من الظواهر التي هي فوق مستوانا العقلي!
فتلتقي وتذوب في بعضها لتصبح تراباً واحداً،
لماذا ظلمناها وهي أصدق منا كبشر في مشاعرها، وأعنف منا في طريقة تعبيرها عن الحب والشوق!
إنها تلتقي دون أن تنحني، أمّا نحن فننحني دون أن نلتقي !
فكوني جبلاً كي يكون لقاؤنا عنيفاً ..
إذا ما كتب لنا يوماً هذا اللقاء .
سأترك قلمي لديكِ اكتبي عني ما تشائين
ولكن لا تكتبي عن نفسكِ بقلمي
فلا أحد يراكِ مثلي
حتى انتِ !